السبت، 5 مايو 2012

ولسه بدك "إتأكسلها"؟! أطباء يحذرون من الأضرار الصحية الخطيرة لمشروبات الطاقة


جنين- نورا العنطبيل
كنا نقول "زينة الشاب سيجارته" أما الآن فأصبحنا نرى ما يساند السيجارة، لنقول أن مشروب الXL   يعطي الرجولة لشباب عصرنا، الذين لا يتبارون بمشروب الطاقة بل بمن يشرب أكثر.
 تلك المشروبات التي غزت الأسواق الفلسطينية قبل سنوات خمس وكان أولها مشروب "Redbull"، أصبحت اليوم تملىء الثلاجات العامة، والتي جلها تقنع الشباب بأنها تعطي الطاقة والنشاط.

تلك المشروبات ممنوعة في كل من كندا، استراليا، الدنمارك، ماليزيا، وتايلند، وفي فرنسا فيمنع بيعها إلا في الصيدليات. أما في الدول العربية فحدث بلا حرج حيث تباع "على عينك يا تاجر".
يصف الشباب شعروهم بعد شربها، قائلين :"بتعطيني طاقة" والطالب"بتخليني ركز بدراستي"، حتى غدت تشعر بعضهم بالراحة النفسية.
تتحدث الدراسات حول نشاط مشروبات الطاقة التي تغطي على الإرهاق الجسدي والذهني الذي نعاني منه بسبب قلة النوم، وعند تلاشي مفعولها نشعر بإرهاق شديد، وأحيانا هبوط قد يصل إلى الإعياء وفقدان القدرة على العمل والتفكير.
ويؤكد د.مؤيد دعيبس أخصائي القلب، أن مادة الكافيين الموجودة في مشروبات الطاقة بنسب عاليه جدا هي مادة منبه ومنشطة تحرم الجسم من الراحة، وتعمل على تسريع نبضات القلب والتنفس، وبالتالي زيادة استهلاك الأكسجين من القلب والجسم، مشيرا إلى أن أخذها بكثرة يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم، وهو ما يعرف "بالقاتل الصامت".
وتؤكد الدراسات أن مشروبات الطاقة تحتوي على كميات عالية من الكافيين تصل إلى ثلاثة أضعاف ما تحتويه المشروبات الغازية، إضافة إلى السكر وبعض الأعشاب المنشطة التي ما زالت قيد الدراسة ولم يعرف بعد تأثيرها على صحة الإنسان.

ويشير د.باجس دراغمة طبيب عام الطوارئ في جمعية الهلال الأحمر، إلى تأثير مادة الكافيين التي تحتويها هذه المشروبات بنسبة كبيرة تصل إلى 80 ميللغرام في العلبة الواحدة، وما تحدثه من أعراض مختلفة على جسم الإنسان كالترسبات الكلسية في مجرى البول والاضطرابات المعوية، وعدم الانتظام في النوم، ما يجعل الجسد عرضة للإرهاق المستمر.
إضافة إلى كونه عامل مدر للبول يفقد الجسم السوائل وبالتالي الجفاف.

 ويحذر د.دراغمة من خطر شرب هذه المشروبات على معدة خاوية، ومزجها مع الكحول، لان ذلك يؤثر على الكبد الذي يعتبر مصفاة الجسم، فيؤدي لتسممه وتسمم الجسم بشكل عام.
ويؤكد على ضرورة توعية الشباب كي لا يتبعوا التقليد الأعمى وينخدعوا بالحملات الدعائية للشركات المنتجة والتي هي بالأساس لأهداف تجارية بحتة، والتي تجعلهم يؤمنون أن نشاطهم لا يأتي إلا من مشروبات الطاقة.
تحتوي العلبة الواحدة على مايعادل 5 الى 8 ملاعق من سكر الجلوكوز سريع الامتصاص، مما يعطي طاقة عالية وشعور بالشبع، فيحرم الجسم من تناول الكثير من العناصر الغذائية، إضافة إلى كونه عامل مسهل يسبب فقدان السوائل، وبالتالي الجفاف مرة أخرى.

ولا يغفل تأثير تلك المشروبات على الأسنان، حيث أشار د.هاني خليل طبيب وجراحة الفم والأسنان، أن 40% من مرضاه الشباب سبب التسوس الرئيسي لأسنانهم هو كثرة شربهم XL، والمشروبات الغازية الأخرى والحلويات، والتي باجتماعها تؤدي إلى تآكل الأسنان وخسارتها.
وأوضح د. خليل بأن مشروبات الطاقة تحتوي على مادة حمضية تسبب التسوس وتؤذي اللثة، حيث تؤدي إلى تآكل طبقة المينا، والتي هي الطبقة الملساء التي تغطي السن وتحميه، وبالتالي تآكل السن.
وقال: "بعد مرور سته شهور على شرب هذه المشروبات، تبدأ عملية التآكل بالظهور، حيث تظهر الفجوات والحفر في الأسنان مما يعني تآكلها".
وينصح الأطباء بالابتعاد عن شربها قدر الإمكان حفاظا على صحتنا، أو بالإمكان شربها بكميات قليلة، واستبدالها بعصائر طبيعية تعطي الجسم المواد الغذائية اللازمة.

ويبقى التساؤل المطروح شعبيا: أين دور وزارة الصحة الفلسطينية في حماية المواطنين والرقابة على المنتجات؟ أم أن الضرائب التي تجنيها السلطة كفيلة عن غض النظر ومشاهدة المخاطر يقربها القاصي والداني، الخبير والمختص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق