جنين-
نورا العنطبيل
تختلف
صورة التعبير عن الغضب من شخص لآخر عادة، فهو أحد أكثر مشاعر الإنسان وضوحًا في
تصرفاته حين يغضب وفي تعابير وجهه. فعنده تسقط الأقنعة، وتتكشف معالم ومكنونات
النفس وما تخفيها.
في
مقابلتنا هذه حاولنا الدخول إلى أعماق الكثيرين، نحاول اكتشاف مكنونات شخصياتهم
الغاضبة، وكيف يتعاملون مع من حولهم في أشد الحالات حرجًا.
·
رويدا عواد، سكرتيرة رئيس الجامعة العربية الأمريكية
"ما يثير
غضبي الشديد ويفقدني التركيز وحالة الهدوء، هو ضغط العمل المفاجئ، العمل في بعض الأحيان
يأتي دفعة واحدة، كأن تمتلئ طاولتي بأوراق بحاجة إلى توقيع وهي خاصة بالرئيس، وأخرى
تنتظر الطباعة، والبريد الذي ينتظرني والمراجعين في المكتب، ورنين الهاتف
المتواصل، حينها أغضب بشدة ولا أسيطر على أعصابي.
فعندما
أغضب عادة، أترك كل ما في يدي، ولا أجيب على الهاتف أبدا لفترة قصيرة ربع ساعة
مثلا، فلا يسعني ترك العمل.
خلال
ذلك أكون غاضة جدا، إذا زارني أحدهم " اتنفتر فيه" وقد أصرخ بصوت مرتفع
في بعض الأحيان مع حفاظي على أن لا أثير غضب المقابل لي، هذه العصبية تدعوني في
بعض الأحيان إلى ترتيب أولويات، فأقوم أولا بتحضير أوراق الرئيس الضرورية ثم أنشغل
بغيرها.
غضبي
هذا لا أنقله لمنزلي، فأنا في المنزل هادئة، إلا إذا في حال أشعل أولادي الضجة،
فهنا تشعل نيران عصبيتي مرة أخرى، ولا أجد غير الصراخ يطفئ الغضب".
وخلال
المقابلة، غضبت رويدا، فهناك من يجري المقابلة معها، بينما الهاتف يرن دونما
انقطاع، فملأ الغضب مكتبها، وشاهدنا تصرفها وقت الغضب وتأكدنا مطابقته لما حدثتنا
عنه من تصرفات، فلم تعد تجيب على الهاتف رغم الرنين، وعندما أجابت على أحدهم، أجابت
بنبرة عالية ومزاج غير هادئ.
·
احمد ذياب، موظف في الجامعة العربية الأمريكية
"بشكل عام أنا
هادئ الطباع، لا يفسد على هدوئي سوى ضغط العمل، ففي بعض الأحيان أفقد أعصابي ولا أتحمل
هذا الكم الهائل من الضغط، الذي يزورني مرة واحد بشكل جماعي.
الحل
الذي اعتمده عندما أصاب بنوبة غضب شديدة، وهذا يصيبني بشكل شبه يومي، هو أن أشعل
سيجارتي، وأشرب فنجانًا من القهوة، لأريح أعصابي، فأنا لا أرتاح إلا إذا احتسيت
القهوة وأشعلت سيجارة تطفئ نار الغضب.
عادة،
اهدأ بعد ربع ساعة مهما كانت المشكلة ودرجتها، ولم يسبق لي أن ضربت أحدا أو كسرت
شيئًا، أو عاقبت أحد أبنائي نتيجة لغضبي، فأنا كما قلت في طبعي إنسان مسالم هادئ
الطباع".
·
سامية الأسمر، طالبة
لغة عربية وإعلام – الجامعة العربية الأمريكية
"قبل
يومين، بكيت كثيرا، ثم مزقت كل ما بحوزتي من كتب ودفاتر، مع أنني لا أغضب كثيرا،
ولكن ما يغضبني في أكثر الحالات هو شعوري بالوحدة، لست أدري، ولكنني ورغم وجود
الكثير من الأصدقاء أشعر بوحدة. وعندما أغضب عادة من أي شيء أقوم بتمزيق الكتب عند
عودتي للمنزل بعد أن أكون قد كتمتها طوال فترة وجودي بالجامعة، لم يسبق لي أن ضربت
أحدا أو كسرت شيئا ثمينا ولكنني أقوم دائما بتمزيق الكتب، وبعد ذلك أشعر براحة
تامة".
·
وسيم عبد الله، طالب
هندسة حاسوب في الجامعة العربية الأمريكية
"أكثر
الأمور التي تثير غضبي هو أن يتدخل أحدهم بأموري الشخصية، حتى أخي الصغير عندما
يتدخل بأي شيء عن حسن نية يثير غضبي. وقتي منظم وأعرف كيف أديره، فإذا شعرت أن
أحدا يقترب مني وقد يسبب لي أي خلل سأغضب، عندها قد أكسر أي شيء يقع يدي عليه.
وبذلك أفرغ شحنات الغضب.
قبل
فترة وجيزة أغضبني تصرف أخي الصغير عندما أراد التعليق على دندنتي خلال الاستراحة
التي منحتها لنفسي عند دراسة الامتحان، مباشرة ركضت نحوه كي أضربه وأفرغ غضبي فيه،
ولكن أمي أبعدتني عنه، فقمت بضرب هاتفي الخلوي "بالكنباي"، ثم ارتحت".
·
زهران معالي، طالب لغة عربية وإعلام – الجامعة العربية
الأمريكية
"الانزواء
هو أول ما أقوم به عندما أغضب، عادة أصعد إلى سطح المنزل، "أفش غلي بالدخان"
وأدخن كثيرا، ثم أتوجه إلى الموسيقى فأجعل صوتها يعلو حتى لا أسمع أي شيء آخر سواها،
فأشعر بشيء من الراحة.
أغضب
كثيرا إذا استفزني أحدهم، وإذا لم تكن علاماتي بأحد الامتحانات كما يجب، "
مرات بغلط على أصحابي" إذا غصبت من أحدهم ولا أشعر بأي حرج.
صباح
اليوم انتظرت التكسي كثيرا للوصول إلى الجامعة، لكنه لم يأت، اتصلت عليه، وانتظرته
مرة أخرى، ولكنه " قطعني"، غضبت كثيرا ثم اتصلت بتكسي آخر، ركبت معه
ودخنت كثيرا وطلبت منه أن "يعلي صوت الموسيقى"، حتى أفرغ شحنات الغضب
قبل الوصول إلى الجامعة".
·
أيمن قنديل، موظف أمن – الجامعة العربية
الأمريكية
"طبيعة
عملي تفرض علي أن أبقى هادئا، لا أستطيع أن أغضب كثيرا أو أن يرى أحد غضبي، هنا في
الجامعة إن غضبت يحل أحد من أصدقائي محلي وأحتاج إلى أن أنعزل لبرهة من الزمن
لوحدي.
ولكن
الموقف الذي قد يغضبني هو خلال محاولات فض النزاع بين طلاب، قد يستفزني أحدهم، أغضب
بشدة ثم أصرخ بصوت عال، وغير ذلك لا أفعل، إنما ارتاح في غرفة الأمن ويحل صديق آخر
مكاني".
·
رسلان ذياب، موظف في دائرة الصيانة –
الجامعة العربية الأمريكية
أنا
هادئ كثيرا، لا أغصب في معظم الحالات، أحب الجدية في الحياة وأكره المزاح المفرط،
لا يزعجني سوى الذي "لا يفهمني"، إذا لم يفهمني أحدهم مثلا إذا طلبت منه
إغلاق الباب ولم يفهم ما أريد" ساعتها أغضب بشدة ولا أتحمل، قد أصرخ، وقد أكتم
غضبي، في معظم الأحيان".
وشاهدنا
غضب رسلان حين أجراء المقابلة معه، وقلنا لرسلان : هل اسمك " غسان"، قال
: بل اسمي " رسلان"، قلنا يعني "غسان"، فغضب خلال المقابلة
غضبا شديدا وصرخ " اسمي رسلان"، وهنا تجلى غضبه فأدركنا ماهية ما حدثنا
حولهن فقد كان قال " قد أصرخ إذا لم يفهمني أحدهم".
·
ميلاد مروان، طالب في مدرسة البطريركية اللاتينية
"حصر
حياتي هو ما يثير غضبي، فأنا لا اغضب إلا عندما يتم تقييدي عادة، ساعتها لا أتحدث
إلى أحد ولا أجيب احد، وأهمل هاتفي، وأبقى في حالة غضب شديدة، في بعض الأحيان
عندما أفقد أعصابي "أفش غلي" بالصراخ على من حولي أو يحاول مكالمتي.
أكثر
الحالات التي أقوم بها عند الغضب هي الذهاب إلى غرفتي والنوم، بعد أن أنام لا أشعر
أنني كنت غاضبا، " لما اصحي بكون رايق كثير".
افضل حاجة عندما تكون مستني الفرج وهو مش مفكر فيك ويطول ذلك لسنوات حتى تظن ان
ردحذففرج قد مات .
افضل حاجة عندما تكون مستني الفرج وهو مش مفكر فيك ويطول ذلك لسنوات حتى تظن ان
ردحذففرج قد مات .